روى مسلم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال:سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
من شهد ان لا اله الا الله و ان
محمدا رسول الله حرّم الله عليه النار).
و روى الشيخان عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم
قال
يا معاذ بن جبل)،قال:لبيك يا رسول الله و سعديك
ثلاثا-،قال
ما من احد يشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله
صِدقا من قلبه،الا حرّمه الله على النار)،قال:يا رسول الله افلا اخبر
به الناس فيستبشروا؟،قال
اذا يتّكلوا)،و اخبر بها معاذ عند موته
تاثما-اي بُعدا عن الاثم في الكتمان.
قال الحافظ المنذري:و قد ذهب طوائف من اساطين اهل العلم
الى انّ مثل هذه الاطلاقات التي وردت فيمن قال:لا اله الا الله دخل
الجنة،او حرّم الله عليه النار،و نحو ذلك انما كانت في ابتداء الاسلام،
حين كانت الدعوة الى مجرد الاقرار بالتوحيد،فلما فرضت الفرائض،
و حُدَّت الحدود نسخ ذلك،و الدلائل على هذا كثيرة متظاهرة.
قال عبد الله:يُحتمل انه هنا اراد بالنسخ،النسخ التقليدي-و ذلك
جريا على عادة السلف انهم يطلقون النسخ على اي تغير للاصل:
بالوصف،او بنحو التخصيص للعام،او التقييد للمطلق او غير ذلك.
فالمراد هنا تغيير الحكم من الاطلاق للتقييد-اي:فلما فرضت
الفرائض وجبت عليهم الى جانب قول:لا اله الا الله،و بذلك تحرم
عليهم النار،فمن ترك الفرائض منكرا لها او هازئا بها لا تحفظه التهليلة من النار.
ثم قال الحافظ المنذري:و الى هذا القول ذهب الضحّاك
و الزهري و سفيان الثوري و غيرهم.
و قالت طائفة اخرى:لا احتياج الى دعاء النسخ في ذلك فان كل
ما هو من اركان الدين،و فرائض الاسلام هو من لوازم الاقرار بالشهادتين
و تتماته،فاذا اقر ثم امتنع عن شيء من الفرائض جحدا او تهاونا على
سبيل الخلاص منه-حكمنا عليه بالكفر و عدم دخول الجنة؛قال
المنذري:و هذا القول ايضا قريب.
قال:و قالت طائفة اخرى:التلفّظ بكلمة التوحيد سبب يقتضي
دخول الجنة و النجاة من النار بشرط ان ياتي بالفرائض و يجتنيب الكبائر،
فان لم يات بالفرائض و لم يجتنب الكبائر لم يمنعه التلفظ بكلمة التوحيد
من دخول النار؛و هذا قريب مما قبله او هو هو.اهـ.
روى الامام احمد عن رفاعة الجُهَني ان رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال
اشهد عند الله:لا يموت عبد يشهد ان لا اله الا الله
و اني رسول الله صِدقا من قلبه،ثم يسدد الا سلك في الجنة).
و قال صلى الله عليه و سلم
و قد وعدني ربي عزّ و جّ ان
يُدخل الجنة من امتي سبعين الفا لا حساب عليهم و لا عقاب،و اني
لارجو ان لا تدخلوها حتى تبوؤا انتم و من صلح من ابائكم و ازواجكم
و ذرياتكم مساكن الجنة)كما في(مجمع الزوائد).
و روى الطبراني في الاوسط عن سعد بن عبادة رضي الله عنه
قال:سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول
من قال:لا اله الا الله
وحده لا شريك له،اطاع بها قلبه،و ذل بها لسانه،و اشهد ان محمدا
عبده و رسوله؛حرّمه الله عزّ و جلّ على النار).
و عن عمرو بن عبسة قال:اقبل شيخ يدعم على عصا حتى قام
بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم فقال:يا نبي الله انّ لي
غَدَرات و فجرات فهل يغفر الله لي؟.
فقال صلى الله عليه و سلم
اليس تشهد ان لا اله الا الله؟)،
قال:نعم و اشهد ان محمد رسول الله.
قال
فقد غفر الله غدراتك و فجراتك)رواه احمد و الطبراني
و رجاله موثقون كما في(مجمع الزوائد).
فضل الاشهاد على الشهادتين
عن سلمان ابن الاسلام-يعني الفارسي-رضي الله عنه قال:قال
رسول الله صلى الله عليه و اله سلم
من قال:اللهم اني أُشهدك،
و اشهد ملائكتك،و حملة عرشك،و السماوات و من فيهنّ،و الارضين
و من فيهن،و اشهد جميع خلقك بانك انت الله لا اله الا انت،و اكفر
من ابى ذلك من الاولين و الاخرين.
و اشهد ان محمدا عبدك و رسولك؛من قالها مرة اعتق الله ثلثه من
النار،و من قالها مرتين اعتق الله تعالى ثلثيه من النار،و من قالها ثلاثا عتق
كله من النار).
استحباب الاكثار من الشهادة
روى ابو يعلى باسناد جيد-عن ابي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
اكثروا من شهادة ان لا اله الا الله
قبل ان يُحال بينكم و بينها).
الرئيسية 
